“تزوجت من 4 سنوات ولدي طفلين، كان وزني في حدود 90 كيلو جرام أثناء الزواج، وكنت قاعدة في البيت بدون حركة فزاد وزني عن 300 كيلو جرام، لدرجة أني كنت بخاف أبص على شكلي في المراية، كنت قاعدة في البيت علطول، مكنتش بتحرك نهائي، ولو اتحركت أفقد الوعي، وكان هذا يسبب لي أزمة نفسية” هكذا تحكي “مروة”، أشهر مريضة سمنة في المنصورة، قصتها من داخل العناية المركزة بمستشفى المنصورة الجامعي، بعد إجراء عمليتي ولادة وتكميم معدة لها لإصابتها بـ”السمنة المفرطة”.
سمنة وراثية ومشاكل في الغدة الدرقية
أضافت “مروة” لـ”الوطن”: “تزوجت وعشت في محافظة الأقصر، وكأي امرأة بعد الزواج يزيد وزنها زيادة رهيبة، وأنا لدي السمنة الوراثية بالإضافة إلى مشاكل في الغدة الدرقية، ومع الحمل الثاني تطورت المشاكل الصحية بشكل كبير، ولما حضرت لجامعة المنصورة أدخلوني العناية المركزة فورا، وكانت مشكلتي الكبيرة: كيف تتم عملية الولادة؟، وتمت بعد معاناة”.
تتابع المريضة: “بعد الولادة لم أستطع أن أتحرك أو أخذ نفسي بسبب السمنة، وطلبت الدكتورة أمل رشاد مدير العناية بالمستشفى، من الدكتور حسام غازي أستاذ الجراحة، إجراء عملية للسمنة، فرحب بإجراء الجراحة بدون مقابل، وكانت الأزمة كيفية أخذ البنج الكلي، وبعد العملية بدأت أشعر بالتحسن، وأمشي علي رجلي، وأنا أنتظر عودتي للحياة”.
“مروة”: زوجي ترك عمله وتفرغ لعلاجي
شكرت “مروة” زوجها، قائلة: “زوجي وقف بجواري ولم يجعلني أشعر بأي عجز، فقد ترك عمله وتفرغ نهائي لعلاجي، فتوقف دخلنا المادي وفي الفترة الأخيرة تولى زوجي كل أمور البيت، من نظافة واهتمام بالطفل الأول، وكان يشتري أكلا جاهزا”.
“واسطتك مين لكي يفتحوا لك العناية المركزة لمدة شهرين ونصف” سؤال اعتادت “مروة” على سماعه ممن حولها، متابعة: “مفروض مشكلتي الولادة وبعدها أخرج، لكنهم أرادوا أن أكون إنسانة طبيعية، وعدت للمشي منذ يومين وهذا إنجاز”.
ووجهت المريضة الشكر للفريق الطبي، وطاقم التمريض، قائلة: “هرجع إنسانة طبيعية قريب إن شاء الله”.
أستاذ جراحة السمنة: واجهنا 3 تحديات في حالة “مروة”
“كان تحدي كبير وإحنا قبلناه” هكذا بدأ الدكتور حسام غازي، أستاذ جراحة السمنة الذي أجري العملية لـ”مروة”، قائلا: “وزنها كان يتعدي 300 كيلو، ووصلت للمستشفى بفشل في التنفس وهذا كان التحدي الأول، وثانيا أنها كانت حامل، والتحدي الأكبر كان علاج السمنة، وأن نتدخل لحل السمنة المرضية، وأخذنا وقت لتحضير الحالة، وهي من الحالات الصعبة، والعمل احتاج لوقت كبير والنتائج كانت كبيرة وخارج التوقعات”.
وأضاف “غازي” لـ”الوطن”، أن معدل النزول في الوزن يكون سريع بالذات في الشهر الأول بعد عملية تكميم المعدة، ويتراوح بين 30 و40 كيلو، ولكي نقيم العملية نحتاج في حدود سنة ونصف، ومجرد أن تعود لحياتها الطبيعية بدون فشل في التنفس يعتبر إنجاز بغض النظر عن الوزن الذي فقدته”.
مدير “العناية المركزة”: خصصنا 4 ممرضات للعناية بها
الدكتورة أمل رشاد، مدير العناية بالمستشفى، أكدت أن “مروة حالتها الصحية كانت لا تحتمل الخروج فنسبة الأكسجين في الدم كانت أقل من 60%، وهي نسبة خطيرة مهددة لحياتها، ولو انخفضت أكثر تؤثر على خلايا المخ، وكان الاقتراح شراء جهاز تنفس لها، وقيمته تتعدى 100 ألف جنيه، وبالعرض على مدير المستشفى بدأنا نتصرف في مستلزمات عملية تكميم المعدة، وتعافت وفي انتظار الخروج من العناية”.
تضيف رشاد لـ”الوطن”، أن مثل هذه الحالات تكون خطيرة ففي البنج معرضة بالإصابة بالجلطة في الشريان الرئوي، والرعاية في العناية المركزة كانت صعبة المفروض كل حالة عليه ممرضة، وفي حالتها كان لها 4 يعتنون بها، ورغم طول بقائها في الرعاية لم يحدث لها قرحة فراش، وذلك بالتقليب من جهة لجهة كل ساعة، وذلك بفضل فريق التمريض المدرب على أعلى حالات العناية”.
وقال الدكتور الشعراوي كمال، مدير عام مستشفيات جامعة المنصورة، إنها “لم تكن تعرف أنها حامل في الشهر التاسع، وبعد الولادة رفضنا أن تمشي الحالة من المستشفى وعرضناها على أساتذة الجراحة، فقرروا إجراء عملية تكميم معدة لها، وهذا احتاج وقت إلى تحضير حتى تتحسن حالتها، وهي تمثل لنا حالة خاصة، وسعداء بعلاجها في مستشفى الجامعة”.